62 - رحلة إلى اليابان 11# - الكاهنة ميدوريكو

الفصل 62 : رحلة إلى اليابان 11# - الكاهنة ميدوريكو.

----------------------------------------------------

ودع (أورين) زعيم عشيرة (تاوكا) وغادر هو و(لورين) ذلك المكان مباشرة بعد أن تم اخباره عن مكان وجود الجريموار بالتحديد. والتقيا بـ(هيرومي) وأوصلهما إلى الفندق.

اليوم الثالث

فتح (أورين) عينيه ببطئ شديد بعد أن أيقظته أشعة الشمس الساطعة على وجهه، فتنهد مطولاً وظل يحدق في السقف وهو يفكر في نفسه:

(الآن لقد اكتشفت مكان الجريموار بأنه في قصر ماغنوس في إنجلترا، ولكني لا أعلم أين قد أجد عزازيل، لذا... إنه وقت الاستمتاع بالإجازة! سوف أذهب لزيارة المعبد مع هيرومي والفتيات. وأستطيع أيضاً الذهاب إلى الدوجو والتدريب مع آيكو في طريقي إلى هناك... حسنا، هيا بنا..)

ارتدى (أورين) ملابسه وخرج من الفندق مباشرة وتوجه إلى الدوجو ليتدرب مع (آيكو) قليلا.

دخل إلى الدوجو ليجد (آيكو) تقوم بحركات رائعة حتى رأته وابتسمت وقالت:

"ها أنت ذا! هل أنت جاهز من أجل حصة تدريبة أخرى؟! اليوم أريد أن أعلمك كيف تسقط شخصا ما باصبع واحد فقط!"

ضحك (أورين) وقال متحمساً:

"هاه! أحب أن أتعلم ذلك! هيا لنبدأ!"

**

مرت بضعة دقائق...

كان الإثنان يلهثان بشدة ويضحكان، فقالت (آيكو) بعد أن انتهيا من التدريب:

"رائع! أنت موهوب يا (أورين)!"

فأجابها (أورين) وهو يلتقط أنفاسه:

"شكرا!"

حينها قامت (آيكو) من مكانها وقالت:

"حسنا يا (أورين) يجب أن أذهب."

فسألها: "هل سأراك غدا؟"

أجابته: "لا أعتقد ذلك، سوف أذهب للبحث عن سيدي، لقد انتظرت طويلاً جداً. لا أعرف متى سوف أعود."

اقترب منها (أورين) وقال له:

"عزازيل هاه؟.... أنتِ تملكين قلباً طيباً يا (آيكو)، ونحن لسنا بأعداء. لذا... أنا أخبرك بهذا كصديق: ابقي بعيدة عنه. أبناء (عشتروت).... أشرار. وأنتِ لستِ مثلهم. يمكنك القدوم معي، يمكننا هزيمتهم."

أجابته (آيكو) وهي غير مكترثة:

"هممممم... أنا أقدر قلقك عليّ، ولكن يجب أن أجده. قد يستعمل أساليب مشكوك فيها، ولكن النهاية دائمًا ما تكون سبباً عادلاً. لقد رأيت بأنك شخص جيد، وأنا أعلم بأنني أستطيع اقناعه بذلك."

تنهد (أورين) على ذلك باستسلام، فهو يعلم بأن (آيكو) لا تعلم شيئاً عن ما يحدث حقاً.

فقالت له بعد أن رأته محبطا:

"لا تقلق عليّ. سوف أعود عندما يتم تسوية كل شيء."

علم (أورين) بعد كل هذا الجهد حتى يجعلها تفهم الحقيقة بأنه لن يستطيع إقناعها، فقال لها:

"حسنا.... فقط كوني حذرة."

فابتسمت (آيكو) ابتسامة اطمئنان وقال له بصوت جميل:

"أنا دائماً كذلك. وداعاً، (أورين)..."

"اعتني بنفسك..."

**

خرج (أورين) من الدوجو بعد أن غادرت (آيكو) وتوجه مباشرة إلى المعبد فالتقى في طريقه إلى هناك بـ(هيرومي) والفتيات.

فوصلوا جميعاً إلى ذلك المكان حيث كان به الكثير من الجسور الصغيرة التي تتموقع فوق نهر طويل حول المعبد، كانت هناك الكثير من أشجار الكرز الوردية الخلابة وأصوات العصافير مع النسيم العليل.

توقفت (كارلا) عن المشي واستنشقت الهواء المنعش استنشاقة طويلة مع عينين مغمضتين ثم زفرت وقالت بابتسامة ملائكية:

"واو... المكان هادئ جدا..."

فرد (هيرومي) على كلامها وهو سعيد:

"أليس ذلك صحيحأً؟ خادمات الميكو اللواتي يعشن هنا يحاولن دائما المحافظة على قدسية ونظافة هذا المكان العريق."

------------------------------------------

الميكو هن شابات يخدمن مزارات شنتو في اليابان، ويساعدن الرهبان في مهامهم الكتابية اليومية ويقمن بالتنظيف كما يقمن برقصة الكاغورا المقدسة ويرحبن بالزائرين القادمين إلى الأماكن المقدسة.

------------------------------------------

فقالت (جودي) وهي متحمسة:

"وأين توجد تلك الكاهنة التي ترى المستقبل؟! أنا متحمسة!"

أجابها (هيرومي) بعد أن تذكر أمر الكاهنة:

"آآآه صحيح، اسمها (ميدوريكو). أكثر كاهنة موهوبة من بين جميع الكاهنات. هي لا تقابل السياح في كثير من الأحيان، ولكنني طلبتها أن تسدي إليّ معروفاً حتى ترونها يا رفاق."

قفزت (جودي) بالسعادة وهي تقول:

"شكرا لك (هيرومي)! أنت الأفضل!"

فضحك (هيرومي) وقال لهم:

"هاهاها، يبدو أنكم متحمسون للقائها!"

قالت له (لورين) وهي تبتسم:

"بالطبع نريد لقائها! لدي بعض الأسئلة الجاهزة من أجلها حتى أشبع فضولي حول أمور مستقبلية!"

هيرومي: "حسنا! اتبعوني، سوف آخدكم إليها!"

وصل الجميع إلى مكان وجود الكاهنة (ميدوريكو) وتوقف (هيرومي) عند البوابة وقال لهم وهو يشير باصبعه إلى مكانها:

"حسنا، إنها في الفناء المقدس، في الركنية هناك. على كل حال، لا يمكن أن يكون أكثر من 4 أشخاص في الفناء المقدس في وقت واحد، إنه شيء ديني هنا. (كارلا)، أنت ستذهبين أولا، مع ابنتيك. لا تنسون الاحترام! أما أنا و(أورين) فسوف ننتظر هنا."

تقدمت (كارلا) والفتاتان داخل البوابة وقبل ذلك قالت (كارلا) لـ(هيرومي) و(أورين):

"حسنا! شكرا لكما يا رفاق، سوف نعود حالاً!"

ظل (أورين) مع (هيرومي) في مكانيهما لوهلة، فقال (هيرومي) وهو يبتسم ابتسامة خبيثة:

"حسنا، بينما ننتظر، هل تريد أن تذهب لترى بركة سمك الشبوط؟"

وافق (أورين) على ذلك ولكنه تساءل عن سبب ابتسام (هيرومي) بتلك الطريقة فقال له (هيرومي):

"من هناك يمكنك أن ترى الخادمات يغيرن ملابسهن في بعض الأحيان."

فضحك (أورين) وقال:

"آآآه! أنت رجل رائع يا (هيرومي)!"

**

في الجهة الأخرى وصلت الفتيات عند الكاهنة (ميدوريكو) وجلسن أمامها، حيث كانت الكاهنة فتاة يابانية جميلة في العشرينيات من عمرها تجلس جلسة محترمة ويبدو عليها الحياء الشديد، وكانت تتنفس تنفسا بطيئا بعينين مغمضتين إلى أن شعرت بحضور الفتيات ورفعت رأسها وابتسمت وقالت لهن بكل هدوء:

"مرحباً. أهلا بكم في معبد آماتيراس."

أجابتها (كارلا) باحترام:

"مرحبا! إنه لشرف لنا بأن نكون هنا ونلتقي بك، (ميدوريكو)."

قالت لها الكاهنة (ميدوريكو):

"ذلك من دواعي سروري. لابد من أنكم أصدقاء (هيرومي)."

أجابتها (كارلا):

"أجل! إنه مرشدنا السياحي. اسمي (كارلا) وهؤلاء بناتي (لورين) و(جودي)."

ألقت الكاهنة (ميدوريكو) نظرة على الفتاتان ثم على أمهما وقالت:

"أنا أرى.... بأن الثلاثة بكم تملكن عيوناً معبرة جداً. أستطيع أن أرى روحك يا (كارلا) في أعينهما... مثل الكريستال النقي. أنتم أناس طيبون."

كانت (جودي) تلعب بملابسها وكانت تبدو متوترة ومتحمسة في نفس الوقت فلم تستطع أن تبقى صامتة لمدة أطول فسألت الكاهنة:

"هل صحيح أنكِ تستطيعين رؤية المستقبل؟"

فقالت لها الكاهنة (ميدوريكو):

"حسنا، في بعض الأحيان نعم، وفي أحيان أخرى لا. وفي أحيان أخرى أستطيع أن أرى فقط جزءاً من المستقبل. "

ثم نظرت إلى (كارلا) لوهلة وقالت لها:

"أستطيع أن أرى بأنك متعبة يا (كارلا). أنتِ بحاجة لقضاء وقت منفرد مع أفكارك. بالقرب من القرية هنا توجد الينابيع الساخنة في قمة الجبل. تلك المياه ستجعلك ترين بوضوح، ستجعل تلك المياه روحك هادئة وأفكارك واضحة. يجب أن تذهبي إلى هناك."

كانت (كارلا) تبدو مرتبكة قليلاً وأصبح وجهها محمراً قليلا وهي تقول:

"ينابيع ساخنة؟ حـ-حسنا، سأفعل ذلك..."

الكاهنة (ميدوريكو): "حسنا... هل يوجد شيء آخر تريدن معرفته؟"

**

بعد مرور بضعة دقائق....

عاد (هيرومي) و(أورين) إلى مكان انتظارهما لـ(كارلا) والفتاتان بينما يتحدثان:

هيرومي: "يا له من منظر، هاه؟"

"أجل، رؤية مصارع سومو يغير ملابسه الداخلية كان شيئاً مثيرا للاهتمام."

ضحك (هيرومي) على كلام (أورين) وقال له:

"إنها تسمى

ماواشي

وهي ملابس يرتديها مصارع سومو أثناء التدريب أو في منافسة! وأنا أعلم، لم يكن هناك حظ اليوم مع رؤية الخادمات، هاها."

في تلك اللحظة جاءت (كارلا) ووقفت لجانبهما وقالت:

"مرحبا يا رفاق!"

فسألها (هيرومي): "(كارلا)! هل سارت الأمور على ما يرام؟"

فأجابته وهي تبتسم:

"أجل! لقد كان ذلك رائعاً! أخبرتني الكاهنة بأن عليّ أن أذهب إلى أحد الحمامات الساخنة في الجبل."

هيرومي: "آه، أجل، أعرف ما تقصدين. رغم أنهم... بعيدين نوعا ما. في حالة كنتِ تفضلين الحمامات العمومية فهي هنا في القرية."

حركت (كارلا) رأسها معبرة عن عدم موافقتها لذلك وقالت له:

"اترك ذلك ليوم آخر! قالت لي (ميدوريكو) بأنه يجب عليّ أن أذهب إلى الينابيع الساخنة!"

فقال لها (هيرومي):

"حسنا إذن... سوف أكتب لك موقعهما على الخريطة. يمكننا أن نتقابل في طريقنا إلى الينابيع الساخنة. سوف أرشدك إلى هناك، لأن المسار معقد قليلاً."

وافقت (كارلا) على ذلك وسألت ابنتيها عن قدومهما معها إلى الينابيع الساخنة، فردت عليها (جودي) بحماس:

"لا أستطيع! سوف أبقى في القرية. يجب أن أجد شيئاً أخبرتني عنه (ميدوريكو)!"

وقالت (لورين) أيضاً وكانت تبدو مشوشة وغارقة في تفكيرها:

"وأنا..... أنا سوف أبقى في الفندق اليوم. عليّ أن أفكر في شيء ما..."

ثم قالت لأختها (جودي): "سوف أساعدك في البحث عن ذلك الشيء يا أختي."

كانت (كارلا) سوف تذهب بمفردها إلى الينابيع الساخنة بعد أن أرادت من ابنتيها الذهاب معها، فتدخل (أورين) وقال لها:

"يمكنني الذهاب معك إن أردتي."

لكنها رفضت وقالت له:

"شكرا لك يا (أورين)، ولكن الآن بعد أن فكرت في الأمر، سيكون من الأفضل القيام بذلك لوحدي. أراكم لاحقا يا رفاق..."

غادر الجميع وظل (هيرومي) و(أورين) هناك، فقال (هيرومي):

"حسنا، سوف أذهب مع (كارلا) لأرشدها إلى هناك. سنلتقي لاحقاً."

سأله (أورين): "ألا تريد أن ترى (ميدوريكو)؟"

أجابه: "لا، فهي بالفعل أخبرتني بكل شيء أريد معرفته."

فقال له: "حسنا إذن، أراك لاحقا."

يتيع..

2022/07/13 · 78 مشاهدة · 1300 كلمة
نادي الروايات - 2024